اعلم ان السحر ثابت في مواضع من كتاب الله عز وجل وثابت في سنة
النبي صلوات الله وسلامه عليه بطريق القطع وقد نصَّ الله جل وعلا على وجود السحر
ونص على تأثيره فقال تعالى ((يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ
اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ
أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ))[البقرة:
102]^.
فبيَّن جل وعلا أن السحر حق ثابت، وأن تعلمه والعمل به من الكفر، ثم بيَّن جل وعلا أن له تأثيراً بيِّناً فقال تعالى: ((فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ))[البقرة:102]^ فأثبت له التأثير وأنه قد يؤدي إلى الفراق بين الزوجين، وإنما نصَّ على هذه الحالة خاصة مع كونه يؤثر في أمور أخرى؛ لأن السحر كثير ما يقرن بإرادة التفريق بين الأحبة لاسيما الزوجان، فهذا هو الغالب، ومن جهة أخرى لأن هذا يشق على النفس مشقة شديدة - كما هو معلوم -. ثم بيَّن جل وعلا مع كل هذا التأثير لا يتم إلا بإذنه فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولذلك قال: ((وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))[البقرة:102]^.
وهذا له نظائر في كتاب الله عز وجل كقوله جل وعلا: (( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ))[الأعراف:115-116]^. فأثبت جل وعلا أنهم سحروا أعين الناس وأثبت لهم أنهم جاءوا بالسحر العظيم، وهذا السحر قد بيَّنه جل وعلا في موضع آخر وهو بأنهم قد ألقوا عصيهم وتحولت إلى أفاعي، كما قال جل وعلا: (( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ))[طه:65-69]^.
ولذلك اتفق أهل السنة الذين هم أهل الحق على إثبات السحر وعلى أن له تأثيراً وأن تأثيره يتعدى إلى النفوس وإلى الأبدان ولكن كل ذلك لا يقع إلا بإذنِ الله، وأيضاً فإن الشفاء منه ولله الحمد ميسور بإذنِ الله وذلك عن طريق الرقي المشروعة أو عن طريق إيجاد السحر وإتلافه كما هو مبسوط في كتب الأئمة عليهم جميعاً رضوان الله تعالى - . وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُحرَ وأن الذي سَحَرَه هو لبيد بن الأعصم، فكان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يأتي الشيء ولا يأتيه، أي أنه صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يأتي زوجته ولا يأتيها، ثم أبطل الله ذلك بمنِّه وكرمه ونزلت بذلك سورتا الفلق والناس وحلت عنه عقد السحر، والحديث ثابت في الصحيحين مقطوع بصحته عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما عن إثبات المس فقد أشار الله جل وعلا إلى إثباته في كتابه العزيز كما قال جل وعلا: (( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ))[البقرة:275]^. فبيَّن جل وعلا أن
فبيَّن جل وعلا أن السحر حق ثابت، وأن تعلمه والعمل به من الكفر، ثم بيَّن جل وعلا أن له تأثيراً بيِّناً فقال تعالى: ((فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ))[البقرة:102]^ فأثبت له التأثير وأنه قد يؤدي إلى الفراق بين الزوجين، وإنما نصَّ على هذه الحالة خاصة مع كونه يؤثر في أمور أخرى؛ لأن السحر كثير ما يقرن بإرادة التفريق بين الأحبة لاسيما الزوجان، فهذا هو الغالب، ومن جهة أخرى لأن هذا يشق على النفس مشقة شديدة - كما هو معلوم -. ثم بيَّن جل وعلا مع كل هذا التأثير لا يتم إلا بإذنه فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولذلك قال: ((وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))[البقرة:102]^.
وهذا له نظائر في كتاب الله عز وجل كقوله جل وعلا: (( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ))[الأعراف:115-116]^. فأثبت جل وعلا أنهم سحروا أعين الناس وأثبت لهم أنهم جاءوا بالسحر العظيم، وهذا السحر قد بيَّنه جل وعلا في موضع آخر وهو بأنهم قد ألقوا عصيهم وتحولت إلى أفاعي، كما قال جل وعلا: (( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ))[طه:65-69]^.
ولذلك اتفق أهل السنة الذين هم أهل الحق على إثبات السحر وعلى أن له تأثيراً وأن تأثيره يتعدى إلى النفوس وإلى الأبدان ولكن كل ذلك لا يقع إلا بإذنِ الله، وأيضاً فإن الشفاء منه ولله الحمد ميسور بإذنِ الله وذلك عن طريق الرقي المشروعة أو عن طريق إيجاد السحر وإتلافه كما هو مبسوط في كتب الأئمة عليهم جميعاً رضوان الله تعالى - . وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُحرَ وأن الذي سَحَرَه هو لبيد بن الأعصم، فكان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يأتي الشيء ولا يأتيه، أي أنه صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يأتي زوجته ولا يأتيها، ثم أبطل الله ذلك بمنِّه وكرمه ونزلت بذلك سورتا الفلق والناس وحلت عنه عقد السحر، والحديث ثابت في الصحيحين مقطوع بصحته عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما عن إثبات المس فقد أشار الله جل وعلا إلى إثباته في كتابه العزيز كما قال جل وعلا: (( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ))[البقرة:275]^. فبيَّن جل وعلا أن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق